حذر  الدكتور وليد سلامة، الاستشاري التربوي ، من خطورة التعامل غير المتوازن مع الأبناء داخل الأسرة، مؤكدًا أن إثارة الغيرة بينهم – ولو عن غير قصد – تُعد من أبرز أسباب النزاعات النفسية والسلوكية التي تستمر آثارها حتى مرحلة البلوغ.

وقال الدكتور وليد سلامة  إن الغيرة بين الإخوة أمر طبيعي إلى حد ما، لكنها تتحول إلى خطر حقيقي عندما يتغذى هذا الشعور من خلال مقارنة الأهل الدائمة بينهم، أو تفضيل أحد الأبناء على الآخر في المعاملة أو الثناء أو حتى في العقاب."

وأشار  الدكتور وليد سلامة، الاستشاري التربوي  إلى أن من بين أبرز الأخطاء الشائعة التي يقع فيها بعض الآباء هو استخدام عبارات مثل: "شوف أخوك بيعمل إيه!" أو "ليه مش زي أختك؟"، موضحًا أن هذه الكلمات البسيطة قد تُزرع في وجدان الطفل إحساسًا دائمًا بالنقص أو الدونية، وقد تنشئ صراعًا داخليًا ينعكس على شخصيته وسلوكه في المستقبل.

الغيرة قد تؤدي إلى الانطواء أو العنف

وأكد الدكتور وليد سلامة  أن الغيرة الزائدة وغير المُعالجة بين الأشقاء قد تدفع أحد الأطفال إلى الانطواء، أو على العكس تمامًا، إلى اللجوء للعنف أو التنمر تجاه أشقائه أو زملائه في المدرسة. كما أنها تُسبب في بعض الحالات اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب أو انخفاض تقدير الذات.

وتابع:"للأسف، بعض الأمهات يستخدمن الغيرة كأداة لتحفيز الطفل على الإنجاز، دون إدراك أن لكل طفل قدراته الخاصة، ومقارنته بغيره لا تدفعه للأمام، بل تجعله يشعر بالخذلان المستمر."

التوازن هو الحل

وشدد  الدكتور سلامة وليد سلامة، الاستشاري التربوي  على أهمية أن يسود العدل والاحتواء في تعامل الأهل مع أبنائهم، مضيفًا:"المطلوب ليس المساواة المطلقة، بل العدل الذي يُراعي احتياجات كل طفل وظروفه النفسية. لا مانع أن يمتدح الأب أو الأم أحد الأبناء، ولكن يجب أن يكون ذلك بعيدًا عن التحقير أو الانتقاص من الآخرين."

وقدم الدكتور وليد سلامة " كتالوج " لـلآباء للتعامل مع الغيرة بين الأبناء ، وهي عبارة عن نصائح يمكن الاعتماد عليها في علاج الغيرة بين الأبناء ، مؤكدا أن  الأطفال لا يولدون وهم يكرهون بعضهم البعض، لكن طريقة الأباء  في التعامل قد تُزرع فيهم الغيرة والعداء ، وهي كالأتي: 

1. لا تُقارن أبدًا بين أبنائك

تجنب العبارات مثل: "أخوك أشطر منك" أو "ليه مش مؤدب زي أختك؟".

المقارنة تولد الغيرة والحقد، لا التقدم.

2. امنح كل طفل اهتمامًا خاصًا

خصص وقتًا منفردًا لكل ابن، حتى لو كان قليلًا.

أشعره أنه محبوب لذاته، لا بناءً على إنجازاته.

3. امدح علنًا.. ووجّه سرًا

إذا أردت مدح أحد الأبناء، فلا تجعل الآخرين يشعرون بأنهم أقل.

وإذا احتجت لتوجيه أو تصحيح، فليكن على انفراد دون تجريح.

4. كن عادلًا وليس متساويًا

كل طفل له احتياجات مختلفة؛ لا تعطي الجميع نفس الشيء، بل ما يناسبه.

العدل يُشعر الأطفال بالأمان، أما المساواة الصمّاء فقد تخلق شعورًا بالظلم.

5. شجع التعاون بدلًا من التنافس

استخدم عبارات مثل: "فريقكم رائع" أو "تعالوا ننجح مع بعض".

ازرع روح الأسرة لا الحلبة.

6. احذر من التحيز غير المعلن

الطفل يشعر ولو لم تقل شيئًا. لا تُظهر تفضيلك لطفل دون الآخر حتى في لغة الجسد أو النظرات.

7. علّم أبناءك التعبير عن مشاعرهم

امنحهم الأمان للتحدث عن شعورهم بالغيرة أو الحزن.

استمع دون تهكم أو تقليل، ووجّههم لفهم مشاعرهم والتعامل معها بشكل صحي.

8. لا تستخدم أحد الأبناء كنموذج دائم

النموذجية الزائدة لطفل معين تخلق عبئًا عليه وتُشعل نار الغيرة في قلوب الآخرين.

9. راقب مؤشرات الغيرة الخطرة

مثل العناد المفاجئ، العزلة، إيذاء النفس أو الإخوة.

استشر مختصًا نفسيًا إن لزم الأمر.

10. بيئة البيت.. مصنع التوازن

اجعل بيتك خاليًا من النقد اللاذع والمقارنات، ومليئًا بالحب، والتقدير، والدعم.